= امشي اطلع بره
– منى!!
= بره

خرج عمر من منزلي ثائرا غاضبا لا يكاد يرى أمامه، أغلقت الباب وكانت يداي ترتعشان.. أظن أن الموقف كان أكبر مني. لكن لا، هو من أجرم في حقي أولا، صحيح أن ما حدث بينه وبين سارة أمامي الآن كانت بتخطيط مني، ولكن ماذا عما فعله سابقا؟ اعتذر لي لكن الاعتذار لم يجبر كسري، ولم يرمم روحي، على الأقل في الوقت الحالي!
عدت إلى عملي، ولازالت أوراق قضية الخلع قائمة، ولازلت أراه في العمل، ينظر إلي نظرات  لكني لا أبدي أي رد فعل، أتظاهر بأنني لا أراه، ولا أعلم ان كنت أراه فعلا ام لا، أحاول ألا أرى سوى نفسي، استيقظ كل يوم في السادسة صباحا، صلاة ثم تجهيز الطعام للأولاد.. نفطر سويا ثم يخرجوا إلى المدرسة فيظل أمامي ساعة كي أذهب إلى عملي، أرتب نفسي جيدا، لا ينبغي أن أبدو إلا في أفضل صوري، لن تراني بعد اليوم يا عمر إلا أفضل مما حلمت أن تراني.. لكن ذلك التغيير ليس لأجلك إنما هو بسببك… قالت لي إحداهن:” إذا أردتي أن تقـ,ـتلي رجلا تركك فأقـ,ـتليه بأنوثتك وجمالك ونجاحك”! أظنها محقة.. وأظنني نفذت كلامها حرفا!
استمر في العمل حتى الثانية ظهرا، أعود للمنزل في نفس موعد رجوع أبنائي تقريبا، أعد الغداء ثم نجلس سويا فيأتي الليل لينصرفوا إلى مذاكرتهم وأنصرف أنا أيضا إلى كتبي، العام الدراسي قد بدأ وذلك هو عامي الأول في دراسة ما بعد الجامعة.. يجب أن أكون فخورة بنفسي، اكتشفت في نفسي قدرات كثيرة وإرادة لا يكسرها أحد.. ولا حتى حبيب العمر!
ولكني مع ذلك لم أستطع أن أهرب من ملاحقة رئيسي في العمل والذي مازال يلمح لي بالزواج فاختار الهروب طريقا.
فاتحته في موضوع الجامعة ودراستي العليا وطلب إليه أن أخذ يومين من الأسبوع للجامعة وأربعة للعمل فوافق وشجعني وما كان ليوافق لو أن غيري هو من طلب!
أما عمر فالتزم الصمت، إلى حين قدم إلى مكتبي وقد بدا غاضبا
= منى
-….
= بكلمك على فكرة.
– عايز ايه.. خير
= ممكن أعرف إيه علاقتك ب استاذ احمد.. شايفه مهتم بيكي
– اسجلهالك ف شريط كاسيت؟
= هي إيه
– “وانت مالك”
= ردي عليا
– طلب ايدي
= نعم؟؟؟؟؟؟
– اللي سمعته.. واتفضل
= إيه
– اتكل
= منى.. كفاية كده.. بطلي أنانية.. انتي مش بتفكري غير ف نفسك وبس.. الاولاد ذنبهم ايه قوليلي.. طب وانا؟ والحب اللي بحبهولك إيه مصيره!
– طب بص يا عمر.. لو بتحبني هتعمل اللي هقوله؟
= طبعا.. جربي وهتشوفي
– ماشي.. تعرف تنزل وسط البلد؟
= مش فاهمك
– تنزل وسط البلد هقولك حاجة تعملها.
= قولي
– في مسجد هناك اسمه النور تعرفه؟
= لا بس هسأل
– تمام جدا.. بعد المسجد ده في شارع على ايدك الشمال.. تفضل ماشي فيه بس هو مش هينفع بالعربية لازم تتمشى
– تمام
= اخر الشارع على ايدك الشمال في محل كده فاتح من حوالي ٦ شهور.
– تمام
= المحل ده اسمه “حاجات ملهاش لزمة” ده تروح تحط فيه حبك ليا.. ولو اني حاسه انهم لو شافوك هيحطوك انت شخصيا فيه!
– انتي زودتيها جداااا… دي آخر مرة هتكلم معاكي فيها.
= متنساش المحكمة الاسبوع الجاي يا عمر.. ولا هتبقى ف المحل إياه!

بالغت في الأمر؟ وليكن، عليه أن يدفع ثمن خطأه غاليا، عدت إلى المنزل، استقبلت الأولاد تناولنا الغداء..ذهبوا للمذاكرة.. غلبني النوم فنمت ثم استيقطت فزعة.. كان كابـ,ـوسا مقيتا.. استيقظت بسبب صوت جرس الباب.. الحمد لله أنه اوقظني كنت سأمـ,ـوت في المنام.. رأيت وكأن أحدهم يخرج قلبي من جسدي.. يالله!

= مين حضرتك؟
– محضر
= عندي جلسة بكرة عارفة واستلمت الاخطار!
– محتاج حضرتك تمضي هنا.. حضرتك زوجة الاستاذ عمر؟
= اه
– هو بعتلك ورقة طـ,ـلاقك!

#الحلقة 14

#رواية ام الاولاد
حضرتك زوجة الاستاذ عمر؟
= اه
– هو بعتلك ورقة طـ,ـلاقك!
تم الطـ,ـلاق وانتهى كل شيء، تقول أمي أنني بالغت في ردة فعلي، وأنا أرى أن ما فعلت هو حقي، لماذا يسمح الرجل لنفسه أن يحطم قلبي ألف جزء ولا يقبل أن ادافع عن كرامتي، لماذا فضل عمر أن يعود إلي! من المؤسف أن عمر قرر أن يعود إلي لأنني عدت إلى نفسي، من الصعب عليه كرجل شرقي أن استمر في حياتي بعده، لو أنني سجــ,,ـــــنت نفسي في غرفتي أبكي لسنوات لما عاد عمر، لو أنني توسلت إليه قرنا كاملا لما طلق زوجته، إنه ذلك السر، يسعى الشاب خلف الفتاة.. يجن جنونه حين يدرك أنها لا تهتم به… يتحول إلى مهرج كي يضحكها.. إلى شاعر كي يسحرها وإلى ممثل كي يقنعها.. وما إن تقتنع وتقع في حبه حتى يبدأ في الانسحاب.. يا لهم من أوغاد!
إن عمر لم يعد إلى منى القديمة.. زوجته التي أفنت عمرها تحت قدمه… لقد عاد عمر إلى منى تلك السيدة التي تعرف ماذا تفعل.. السيدة التي صفعت من صفعها ثم مضت في طريقها غير آبهة به!… لم يعد عمر لأجل سنوات الحب.. عاد عمر لأجل إرضاء رجولته.. عاد ليثبت لنفسه أنه ما من امرأة تستعصي عليه… لم يطلق زوجته لأجلي.. طلقها لأجل نفسه… خشي على نفسها من كيدها الذي كادته لي لئلا ينقلب كيد اليوم غدا عليه!
لو كانت امرأة مسالمة لما طلقها.. ولو كنت بكيت على فراقه لما عرض علي الرجوع!
ولكن الآن ماذا؟ طلقني عمر، طلقني قبل أن تطلقني منه المحكمة، كان ينتظر مـ,ـوتي بعده لكنه فوجئ بالحياة تدق أركاني.. لكن يا عمر، إن المفاجآت لم تنتهي بعد، والأمر مستمر!
= عمر!
– عايزة إيه.. مش كنت عايزة الـ,ـطـ,ـلاق؟ اديني طلقتك.. ارتاحي
= معقولة يا عمر بالسهولة دي؟ انت ما صدقت؟
– شوفي يا منى.. كرامتي فوق كل شيء.. وانتي حاولتي تقللي مني وانا مش هسمحلك ابدا
= تعالى بس نتكلم.. اهدا
– لو عايزة نتكلم تعالي انتي ف مكتبي.
= اوكي اتفضل!
– بصي يا منى.. انا متأكد انك مكنتيش متوقعة اني اطلقك.. ومقدر انك اتصدمي.. بس.. كان لازم اعمل كده عشان ترجعي لعقلك
= تمام
– ودلوقتي لو حابة نرجع لبعض ف احب اقلك انه فيه شوية نقاط وقواعد عامة هناقشهم معاكي..
= اتفضل
– اولا.. نرجع زي ما كنا.. انا بعت شقتنا القديمة زي ما انتي عارفة، واشتريت شقة قريبة من الشغل.
= حلو جدا عشان مناخدش وقت في الطريق لشغلنا
– اهو ده بقا ثانيا.. شوفي يا منى. مفيش حاجة اسمها شغلنا
= مش فاهمة
– هتسيبي الشغل ونرجع زي ما كنا.. انسي كل اللي حصل، نرجع اسرة زي ما كنا.. تهتمي بالبيت والاولاد
= وهو انا دلوقتي مش بهتم بيهم؟
– مش هنكر انك مهتمة ومظبطة امورك.. بس..
= بس ايه.. ايييييييه؟؟ عايز تحطني ف البيت تااااني؟ وتعيد عليا الخيانة تااني.. انا مش ضد ان الست تقعد ف البيت ابدا.. لكن ضد ان الراجل يشوف انه بشغله احسن منها.. لا يا استاذ.. انت غلط… اللي ف البيت دي شايلة البيت حرفيا… جرب انت اقعد ف البيت وهي تخرج تشتغل… هي هتقدر ع الشغل وانت مش هتقدر ع البيت… لما يمـ,ـوت الراجل غالب الستات بتعيش ست وراجل تشتغل وتعلم وتربي وتكبر… بتطبخ وتغسل وتطبطب وتهون… الراجل مش بيستحمل. مش بيتحمل حياته لوحده مش بيقدر على مسئولية بيت كامل بكل طلباته… الست تقدر تبقى اب وام لكن عمر الراجل ما هيكون ام واب.. فهمت؟
– خلصتي؟
= اه
– مفيش شغل يا منى..
= ولو صممت؟
– هتعيشي مطلقة
= عمر في حاجة انت ناسيها… اختك مطلقة.. مش فاهمة مالها المطلقة… لو تقدر تحرم الطـ,ـلاق حرمه لكن مش هتقدر… المطلـ,ـقة هي ست مقدرتش تتأقلم مع جوزها ف اتطلقت.. يقوم مجتمع عقـ,ـيم يحسسها بالنقص لانه ناقص… يا عمر الطـ,ـلاق مش عيب…
– مفيش شغل
= طيب يا عمر… انا مش هقدر اقول الكلام ده لاستاذ احمد
– هاجي معاكي واقوله انا.
= امري لله.. تمام
– بحبك
******************
– عمر… ومنى؟؟
= ايوة يا استاذ احمد.. وانا جاي النهارده عشان اقلك حاجة بخصوص منى
– ايه؟… منى انتي قولتيله ايه
= مقلتش حاجة يا استاذ احمد… بس هقول… يا عمر استاذ احمد عايز يقلك حاجة
– في ايه!!!
= انا خطبت منى وهي وافقت
– ايييييييييييييه!!!! منى؟؟؟؟؟؟؟؟
= ها بقى يا عمر.. كنت عايز استاذ احمد ف ايه؟؟… استنى بس رايح فين
– ده مشي يا منى
= عمر استنى الشربات جاااي… خسارة… مشي!
يتبع
ام الأولاد
حلقة 15
ياسمين مصطفي

انتهى الأمر، مضت أشهر العدة الثلاثة وتمت خطبتي رسميا، هل تسرعت؟ لا أعرف، حزن الأولاد حزنا شديدا.. جلست معهم.. كان يجب أن أتحدث معهم، تثرثر النساء.. انظروا.. تم طـ,ـلاقها ثم خطبت.. ولا أقسى على النساء من النساء…. إنهم يرجمون الأرملة والمطلقة لو فكرت مجرد تفكير في الزواج وكأنها يجب أن تمـ,ـوت مع من مات وتذهب روحها خلف من رحل… ثم انها لو عاشت وحيدة فإنهن يترصدن لها.. ينصب لها الشباك.. يعدن لها المقاعد ليحسبوا لها الخطوات والأنفاس… ألا لعنة الله على من تحدث في عرض إمراة لا ذنب لها إلا أن كُتب عليها الفراق والألم، لكن لا… لن أفني عمري هباءا.. لن أضيع بعدك يا عمر، اذهب حيث تشاء وتزوج من تحب ولكني سأبقى لأعيش.. لأجلي أولا.. ثم لأجل الأولاد… إن آفة المرأة العربية هي أنها تظن اعتنائها بنفسها جُرم وجريمة، تظن أنها خلقت لتبيت دون عشاء وتعيد دون كساء.. تظل ممسكة بباب الألم وتغلق أبواب الأمل… إننا نصف المجتمع بل أكثر، بنا تقام البيوت.. تقام البيوت على صبر النساء ووالله إننا لنصبر.. نصبر حتى نفنى..
جلست مع الأولاد واقنعتهم فاقتنعوا.. وإن لم يقتنعوا اليوم فغدا سيعلموا… أما كان الصحابة يتسابقون في الزواج من المطلقة والأرملة..رحمة بها وبأبنائها؟.. لكن قل هذا لمجتمعك الذي لا يعرف من الدين سوى التعدد… له شروط يغفلون عنها… يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.. لكن لا … لم أُخلق عبثا ولم أُترك سدى ولم أكلف إرضاء الناس عني!
مضى شهران على خطبتي.. لا أشعر أنني سعيدة ولست بالحزينة.. أحن إلى عمر؟ أحيانا.. نسيت أيامنا؟ أبدا… ندمت على تركه؟ مستحيل…
= منى
– نعم يا احمد
= فات شهرين ع الخطوبة.. مش هنتجوز ولا ايه.. احنا كبار مش معقولة هنفضل مخطوبين مثلا
– شهرين مش كفاية.. واحنا عشان كبار مش لازم نستعجل… كله بأوانه
= امتى أوانه
– اصبر….. في موبايل بيرن.. ده موبايلك
= هاتيه لو سمحتي هو ع المكتب
– اتفضل
= ثواني وراجع

ما كان هذا!!! أحقا ما رأيت؟ بالطبع أنا أتخيل… يجب أن أكون اتخيل….
– كنت بتكلم مين
= عميل… المهم.. قلتي ايه
– خلاص ماشي.. تحب يبقى امتى الفرح
= بجد؟
– طبعااااا
= ايه رايك ف اول خميس من الشهر الجاي
– ايه ده يعني بعد ١٢ يوم؟
= ايوة
– ممم.. ماشي
= بس في حاجه كده
– ايه؟
= متهيألي احنا كبار على موضوع فرح ده.. مش مهم يا منى افراح
– لا بالنسبة لي مهم.. فرح وشهر عسل كمان امال انت فاكر ايه.. ولا تكون فاكر اني عشان مطلقة ف عادي هتنازل
= هههههه يالهووي.. حقوق المرأة مسلطاكي عليا؟ خلاص حاضر.
– ايوة كده اتظبط
= حاااااضر.. بحبك
– ههههه طيب… انت خارج؟
= ايوة
– طب معلش بقا هتعبك
= وايه الجديد
– كده؟ طب خلاص
= بهزر وانتي عارفة.. قوووولي
– خلي الموبايل ده معاك وبكرة اخده منك
= بتاع مين
– بتاع روان وأنا اخدته منها عشان تذاكر.. ف لو رجعت البيت وهو معايا هتاخده هي تاني… خليه وابقى اقولها ضاع
= ده انتي ام مفترية والله
*******************
= عايزة إيه.. مش خلاص عملت كل اللي انتي عايزاه؟
– لا طبعا لسه
= لسه ايه… الفرح بعد كام يوم
– فرح؟ انتو كمان هتعملوا فرح؟
= طبعا… الهانم مصممة
– قوام عملتها هانم؟
= هانم ايه وزفت ايه.. انا مش مصدق اني هعمل كده.. لو مراتي عرفت بيتي هيتخرب
– مراتك هترجع من السفر بعد شهرين من دلوقتي… تكون انت اتجوزت ورجعت
= بقا هي تسافر ب بنتي العيانة وانا هنا بتجوز عليها؟
– انت هتستهبل؟ ده انت دفتر الجواز العرفي مش بيطلع من جيبك
= ع الاقل عرفي.. لكن رسمي رفرح وكمان غصب عني. كتير بصراحه
– ما هو يا كده يا اما مراتك هتعرف بكل جوازاتك.. هتعرف كمان ان فلوسها اللي انت بتشتغل بيها دي ياما اتسرق منها واتصرف على ستات غيرها.. ساعتها كل حاجة هتضيع منك.. الفلوس.. مراتك.. وطبعا بنتك!
= مكنتش مرتاحلك من اول يوم اشتغلتي فيه عندنا يا ساااارة… . حتى بعد ما اتجوزتك مكنتش مرتاحلك!
– هههههه ده بس عشان تاني مرة تبقى تسمع كلام احساسك يا احمد بيه..
= انا نفسي اعرف بس.. كل ده ليه.. بتكرهيها كل الكره ده ليه
– مش مهم تعرف!

يتبع

ياسمين مصطفي
تفااعلوا وهنزل الجز۽ الاخير

#الحلقة الاخيرة
عقلي كاد ينفجر.. صحيح أنني لم أقع في حب أحمد.. لكن صدمتي فيه كانت مرعبة!! كيف استطاع اقناعي انه لم يتزوج بعد… وضع في طريقي زميلة عمل تخبرني عنه كل ما يريدني ان اعرفه.. رجل اعزب محترم وعصامي… صاحب شركة.. لعنكم الله جميعا!
وماذا عن سارة؟؟ ماذا تريد مني.. لماذا زجت بنفسها في طريق عمر… لماذا تريد من أحمد أن يتزوجني.. ربما لتقطع علينا طريق الرجوع.. لكن لماذا… تقصدني ام تقصد عمر؟؟
*********
– احمد
= نعم
– كتب كتابنا لازم يكون في القاعة مش قبل
= ليه؟؟
– كده وخلاص
= يا منى انا كلمت المأذون وجاي بكرة
– قلت اللي عندي وبراحتك.. لو مش عايز نكمل براحتك
= يا شيخة بطلي جنان… خلاص ماشي ف القاعة!… كلها ٤ أيام.. مفرقتش كتير
– حجزت الفندق عشان شهر العسل
= طبعاااا
– جميل
************
– في ايه يا منى… رنيتي عليا وقولتيلي ان روان تعبانة
= ادخل يا عمر مفيش حاجة..
– امال بعتيلي ليييه.. قولي بسرعة قلبي وقع
= هحكيلك…………….

By 7777

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *