ومع ذلك بتحاول تبقى قوية.
سارة دخلت في اللحظة دي ووضعت فنجانين القهوة على الترابيزة من غير ما تبص في عنيه.
كانت هتمشي مسكت مقب\\ض الباب وقبل ما تخرج من الأوضة سمعت صوته اللي وقفها
أنا مش جاي بس أعتذر يا سارة.
لفت له ووشها ما بين الدهشة والخۏف.
أنا جاي لسبب تاني عمي أنا جاي أطلب إيد سارة .
أنا عايز أتجوزها .
الدنيا وقفت لحظة.
سارة وقفت متسمرة سرت في جسمها رعشة وكأن كل صوت في الدنيا اختفى إلا جملة واحدة…
أنا عايز أتجوزها
سكريبت لقاء في غرفة العمليات
الكاتبة سلمي جاد
أنا جاي لسبب تاني عمي أنا جاي أطلب إيد سارة .
أنا عايز أتجوزها .
الدنيا وقفت لحظة.
سارة وقفت متسمرة الكلمة وقعت على ودنها كالصاعقة.
الدنيا حوالينها بطلت تتحرك الأصوات بقت بعيدة وكل اللي سمعاه هو صوت دق قلبها اللي ضړب بقوة كأن في طبول بتخبط جوه صدرها.
عنيها فتحت على وسعهم وشها احمر والدم سخن في خدودها.
سرت في جسمها رعشة وكأن كل صوت في الدنيا اختفى إلا جملة واحدة…
أنا عايز أتجوزها.
جريت بسرعة من المكان وهي بتهمس بخجل بكلام مش مفهوم طلعت على أوضتها وسابت قلبها اللي فضل قاعد في الصالون.
سكون لحظي ساد لحد ما والد سارة ضحك بهدوء وبص لحيدر بحنية
واضح إنها اتفاجئت بس مش رد فعلها هو اللي هيغير رأيي.
أنا شايفك راجل قد المسؤولية يا حيدر.
حيدر اتنفس بارتياح وقال
أنا ناوي أجي قريب بخالتي وحسن ابن خالتي نتمم الموضوع زي ما يليق بيكم.
الأب هز راسه بموافقة وقال
أهلا وسهلا. البيت بيتكم.
بس حيدر رجع ساند ضهره شوية وقال بنبرة أهدى
بس قبل ده… أنا محتاج وقت مع سارة.
هي مش سهل تقتنع وعندها حاجز كبير
كل ما تبصلي بتحاول تخبي بس أنا شايفه…
شايف الخۏف اللي جواها من اللي حصل زمان…
لسه شايفاني هو الراجل اللي خطڤها وض/ربها مش حيدر اللي وقف جنبها بعد كده.
والد سارة سكت لحظة وبعدين قال
أنا واثق إنك هتغير صورتك في عينيها.
سارة عنيدة… بس قلبها طيب.
بس أوعى تزعل منها هي اتعذبت كفاية.
حيدر ابتسم ابتسامة صغيرة كلها ۏجع وإصرار وبص للسقف كأنه بيكلم نفسه
أنا مش هتقدملها ولا هاخد خطوة قبل ما تبقى هي اللي عاوزة كده.
وواعد نفسي… إني أشيل الخۏف من جواها وميتبقاش غير الآمان .. الآمان وبس.
بعد يومين من الصاعقة
سارة كانت قاعدة في أوضتها حاطة سماعات في ودنها بتحاول تهرب من أفكارها
كل ما تفتكر جملته وهو بيقول أنا جاي أطلب إيد سارة أنا عايز أتجوزها .
وشها يولع وټدف\ن راسها في المخدة كأنها بتكتم الخجل جواها.
مش مصدقة!
هو كان بيهزر ولا دي كانت لحظة حماس مش أكتر وحتى لو بجد… هي جاهزة
ولا قلبها لسه عايش في الماضي ..
مر يوم كمان علي الحال ده…
لحد ما راحت شغلها في المستشفي كالعادة.
في نص اليوم وهي مشغولة جت ممرضه وقالت
دكتورة في مريض مستني حضرتك في أوضة الكشف .
أومأت براسها وقالت تمام جايه أهو .
سارة دخلت الأوضة بخطوات هادية لابسة البالطو الأبيض وبتقول
مساء الخير حضرتك…
رفعت عينيها وتجمدت مكانها.
هو!
قاعد ع الكرسي رجل فوق رجل وبصص لها بنظرة فيها مية نغمة جدية وس\\\خرية و… حب.
إزيك يا دكتورة أنا حاسس إني تعبان شوية… في القلب غالبا.
سارة اتلخبطت قلبها رجع يدق بالطبلة تاني وقالت وهي بتحاول تتماسك
دي أوضة كشف حضرتك كده محتاج تروح الطوارئ …
ده طوارئ عاطفية بقى ينفع
قالها وهو بيبتسم بعيونه قبل شفايفه مستمتع بكل ثانية هي فيها متوترة ومش قادرة تبص له.
حيدر بلاش هزار… إنت جاي ليه
جيت أطمن إنك لسه بتفتكريني… وإنك لسه بتجري أول ما أتكلم.
ردت بارتباك وخجل أنا مجريتش أنا كنت… محتاجة أروق من بعد اللي انت قولته.
وسعتي قوي في الروقان على فكرة. اتنين وسبعين ساعة من التجاهل.
سارة بصت له بغيظ خفيف وقالت بسرعة وهي بتتهرب من أي مشاعر
بص لو جيت تهزر… ف الباب أهو.
أنا عندي شغل و… ومش ناقصة دراما.
قامت وهي بتحاول تبين الحزم بس كل حركة منها كانت بتفضح التوتر وكل كلمة بتتهرب فيها من عينيه كانت بتأكد له إنها مشاعرها مش مېتة… بس خاېفة.
وهي خارجة قالت بسرعة
سلام يا حيدر باشا.
ما اكتملتش الجملة وهو رد وراها بنبرة فيها وعد مكتوم
سلام يا دكتورة… بس على فكرة أنا مش هسكت.
وهفضل وراك…
لحد ما قلبك يقولك بنفسه إنك مشيتي ناحيتي من زمان
بس لسه بتقاومي.
سارة سابته وخرجت بس قلبها لسه جوه… واقف قدامه محتار وخاېف ومكسوف.
وهو
قاعد وبصص للباب اللي قفل وراها وبيوعد نفسه بصوت داخلي هادي
أنا مش هستسلم…
مش المرة دي.
بعد تحديد فرح حسن ابن خالة حيدر وندى صديقة سارة واللي كان بعد أسبوع بعد أخر مواجهه بينهم
بيجمعهم فيه ظرف اجتماعي لكنه بيكشف مشاعر أعمق خصوصا من سارة اللي بدأت الحواجز عندها تترج شوية… بس لسه في خوف بيشدها ورا.
القاعة كانت مزينة بأضواء ناعمة والجو كله بهجة.
ندى كانت واقفة زي الأميرة بالفستان الأبيض والكل حواليها بيضحك ويصور.
سارة كانت لابسة فستان بني بسيط بس أناقتها كانت بټخطف حتى وهي بتحاول تهرب من الكاميرات.
واقفة بعيد بتحاول تستخبى ورا صحابها بس عينيها كل شوية تتشد ناحية واحد بعينه…
حيدر.
هو كان واقف مع حسن بيهزر معاه بس كل شوية عينه تتسلل ناحيتها.
وفي اللحظة اللي بصوا فيها لبعض في نفس الوقت…
الدنيا سكتت بينهم.
بعد شوية ندى جت ناحيتها وهي مبتسمة
سارة… بلاش تقفي لوحدك كده تعالي معانا.
أنا تمام هنا والله بهرب من الكاميرات.
على أساس حيدر مش جاي دلوقتي مخصوص علشانك.
سارة خبطتها بخفة في كتفها
ندى! سكتي.
ندى ضحكت وسابتها…
وسارة لقت نفسها فجأة قدامه.
حيدر بشياكته الهادية ونظرة عينيه اللي دايما فيها كلام مش بيتقال.
إيه مستخبية ليه
ردت بارتباك
وبتحاول تهرب بعينيها
مش مستخبية… واقفة عادي.
فيه فرق. الوقوف عادي… إنما الوقوف وانت بتبصي للناس بعين بتقول ما تقربليش ده له معنى تاني.
سارة ابتسمت خفيف ڠصب عنها وقالت
مش كل الناس بتفهم المعاني دي يا حضرة الظابط.
ضيق عينه بغيظ لإنه من واقع خبرته في التعامل معاها فهم إنها لما بتحاول تغيظه مبتقولش اسمه وبتستبدله بلقب كإنها بتعاقبه إنه ميسمعش اسمه منها .
سكتوا لحظة…
وبعدين قال
عارفه في الفرح دلوقتي وأنا شايف حسن وندى كنت بفكر… لو جت اللحظة دي لينا
هيبقى شكلك عامل إزاي وهتوقفي فين
سارة بصت له بسرعة واټصدمت من الثقة اللي بيتكلم بيها عن الموضوع وقلبها خبط خبطة قوية
بلاش الكلام ده دلوقتي حيدر.
ليه هو كده كده في دماغي وفي قلبي…
وإنت عارفة حتى لو بتنكري.
سارة اتوترت مش قادرة ترد فلفت وشها ناحية الناس.
قال هو بهدوء
أنا مش مستعجل…
بس مش هفضل سايبك تهربي كل مرة.
أنا مش الشخص اللي أذاك زمان…
وأنا ماجيتش في حياتك عشان أكمل الخۏف
أنا جيت عشان أهديه
سارة بصت له ولأول مرة ما كانش في عنيها مقاومة…
كان في ۏجع بسيط… واعتراف ساكت.
قالت بصوت شبه مسموع لكنه سمعه
أنا… مش عارفة أكون جاهزة.
أنا بتعب لما بحس إني قربت
وبتشد أول ما تطمن.
هو قرب منها خطوة وقال بنعومة
يبقى خليك قريبة بس على مهلك.
وأنا هفضل مستني…
في نفس النقطة اللي قلبك هيرجع لها يوم ما يطمن بجد.
سارة سكتت حست بشوية دموع قربت توصل بس حبستهم جواها.
قالت له وهي بتبعد عينها
مش عارفة ليه… بس يمكن أول مرة أحس إنك فعلا…
مش ناوي تخلي قلبي لوحده.
ابتسم… ابتسامة كلها حنية ورضا
مش ناوي… ومش هعمل كده أبدا.
ثم سابها تمشي
لكن جوه قلبه ساب وعد جديد
الليلة دي…
أنا قربت أكتر من أي مرة قبل كده.
وهكمل لحد ما أشوفها بتضحك
مش خاېفة.
سارة رجعت البيت وهدومها لسه عليها ريحة الفرح…
ريحة ورد وبخور وعطر ناس مبسوطة
بس جواها… الدنيا كانت ساكتة.
طلعت أوضتها لكن قبل ما تدخل سمعت صوت باب الصالة بيتفتح.