كانت ليلة هادية من ليالي الصيف، الهوا خفيف، وصوت البحر في الخلفية بيهمس كأنه بيحكي أسرار الناس اللي بتعدي من جنبه.
نور كانت قاعدة على الكورنيش، لابسة طرحة بيضا وبلوزة سادة، ماسكة كوباية عصير مانجا، وعينيها سرحانة في البحر.
مش عارفة ليه كل مرة بتقعد هنا بتحس إن البحر بيسمعها أكتر من أي حد.
كانت بتفكر في نفسها:
> “هو أنا ليه دايمًا بحس إني مش لاقية حد يفهمني؟ كل الناس بتتكلم، بس مفيش حد بيسمع فعلاً.”
وفجأة، سمعت صوت راجل بيقول:
> “ممكن أقعد؟ الكرسي دا فاضي؟”
بصّت، لقت شاب في آخر العشرينات، لابس قميص بسيط، وعينيه فيها ملامح طيبة جدًا.
قالت له بابتسامة خفيفة:
> “اتفضل، بس البحر ليه قانون… اللي بيقعد قدامه لازم يقول حاجة صادقة.”
ضحك وقال:
> “طب أنا هقولك حاجة صادقة… أنا كنت محتاج أقعد شوية بعيد عن الزحمة.”
ومن هنا بدأت القصة.
اسمه كان “آدم”، مبرمج بيشتغل فريلانسر، بيحب الهدوء، وبيكره الروتين.
أما نور، كانت في كلية إعلام، بتحب الكتابة، دايمًا معاها نوتة صغيرة بتكتب فيها خواطرها.
في أول نص ساعة كلام، اكتشفوا إنهم شبه بعض أكتر مما يتخيلوا.
الاتنين بيحبوا المطر، بيكرهوا الكذب، وبيصدقوا إن الحب الحقيقي نادر بس مش مستحيل.
تاني يوم، نور رجعت الكورنيش في نفس المعاد، كانت حاسة بشيء غريب جواها، كأن قلبها مستني حاجة.
ولما بصّت حواليها، لقت آدم واقف بيضحك:
> “قلت أجرب حظي يمكن ألاقيكِ هنا تاني.”
ضحكت وقالت له:
> “واضح إن الحظ بيحبك.”
ومن اليوم دا، بقوا يقابلوا بعض كل يومين تقريبًا.
يتكلموا عن كل حاجة… عن أحلامهم، عن الماضي، عن الخوف من الفقد، وحتى عن المستقبل اللي مش عارفين شكله هيكون إزاي.
آدم كان بيحب يسمعها وهي بتتكلم.
كل مرة تحكي له عن قصة أو فكرة، يقعد يتأملها كأنها رواية كاملة.
وفي مرة قال لها:
> “عارفة يا نور؟ انتي شبه حاجة مريحة… زي الكلمة اللي بنسمعها بعد تعب طويل.”
سكتت، وبصّت له، وحست بقلبها بيدق بطريقة مختلفة.
بس كانت خايفة…
خايفة تحب وتتعلق، وتتوجع في الآخر زي كل مرة كانت بتسمع فيها قصص حب انتهت بكلمة “نصيب”.
مرت أسابيع، وكل يوم بيقربوا من بعض أكتر.
وفي يوم مطر، كانوا قاعدين في نفس المكان، المطر بينزل خفيف، وآدم ماسك مظلة صغيرة.
قال لها:
> “تحبي نمشي شوية؟”
مشيوا، والمطر كان بيغسل الشوارع، ونور كانت حاسة إنها طفلة فرحانة.
وهي بتضحك، آدم وقف وقال لها:
> “نور، ممكن أسألك سؤال؟”
“قول يا آدم.”
“هو ممكن الواحد يلاقي راحته في شخص؟ مش في بيت، ولا في مكان… في إنسان.”
ردت وهي بتبص له بعنيها اللي فيها ألف إحساس:
> “يمكن… لو الإنسان دا بيشبهنا، وبيفهمنا من غير ما نتكلم.”
قال لها بهدوء:
> “طب لو قلتلك إني لقيت راحتي فيك؟”
الكلمة وقفت بين الاتنين لحظة طويلة.
هي مش مصدقة، وهو خايف من ردها.
بس نور قالت بعد سكوت:
> “أنا كمان كنت مستنية حد يقولها الأول.”
ضحك، وهي ضحكت، والمطر نزل أكتر كأنه بيصفق ليهم.
ومن اليوم دا، بقوا مش بس أصحاب ولا اتنين بيحبوا البحر، بقوا حكاية حقيقية.
لكن زي أي قصة، ما كانش الطريق سهل.
آدم جاله شغل بره القاهرة، وكان لازم يسافر.
قال لها:
> “نور، يمكن الفترة الجاية تبقى صعبة شوية، بس أوعديني متنسيش البحر.”
قالت له بابتسامة فيها دمعة:
“ولا هنسى البحر، ولا النظرة اللي خلتني أصدق إن الحب ممكن يبدأ من صدفة.”
سافر، والبحر لسه شاهد على حكايتهم.
كل مرة تيجي نور وتقعد في نفس المكان، تحس كأنه لسه موجود،
وكأن الموج بيقول
ها:
> “اللي بيتحب بصدق، عمره ما بيغيب.”
—
النهاية… لكنها بداية لحب ما بينتهيش، حتى لو اتفرق المكان والزمان
.🌟 موقع رواية نيوز | أحدث الأخبار والروايات الحصرية 🌟
يُعد موقع رواية نيوز واحدًا من أبرز المواقع العربية المتخصصة في الأخبار والروايات، حيث يجمع بين المصداقية في نقل الأخبار والإبداع في سرد القصص والروايات. يهدف الموقع إلى تقديم أخبار حصرية تهم القارئ العربي في مجالات متنوعة مثل الأخبار الفنية، والرياضية، والسياسية، والثقافية، بالإضافة إلى قسم خاص لعشّاق الروايات العربية والعالمية.
في موقعنا، نحرص على نشر أحدث الروايات الرومانسية، والدرامية، وروايات الرعب والغموض بأسلوب شيّق يجذب القارئ من السطر الأول. كما نوفّر تحديثات يومية حول أخبار المشاهير، وعالم السينما، والمسلسلات، وأحدث الإصدارات الأدبية، ليبقى الزائر دائمًا على اطلاع على كل جديد.
نهتم في “رواية نيوز” بتجربة المستخدم، لذا صممنا الموقع ليكون سهل التصفح وسريع التحميل سواء على الهاتف أو الكمبيوتر. كما نستخدم تحسين محركات البحث (SEO) لضمان ظهور مقالاتنا في نتائج البحث الأولى عند كتابة كلمات مثل أخبار اليوم، روايات جديدة، قصص حب، روايات غموض، أخبار الفن، روايات مصرية، روايات خليجية، روايات عربية مترجمة وغيرها.
يُعتبر “رواية نيوز” منصة متكاملة تجمع بين متعة القراءة وسرعة الخبر، وتوفر للكتاب الشباب فرصة لنشر أعمالهم الأدبية لجمهور واسع من القراء. تابعنا يوميًا لاكتشاف أحدث الروايات الحصرية وآخر الأخبار الساخنة من العالم العربي والعالمي، لأننا في “رواية نيوز” نؤمن أن الخبر فن، والرواية حياة.